كثيرا ما سمعنا في هذه الأشهر الأخيرة عن حيادية النت أو الشبكة الحيادية وهو ما يطلق عليه بالإنجليزية net neutrality، حيث أصبح موضوع جذل بين مختلف مزودي الأنترنت و كبريات الشركات العالمية، وذلك لما له من أضرار  و فوائد على هذه الشركات، وفي ما يلي سنسلط الضوء على ال net neutrality ما هو؟ وكيف سيغير مفهومنا حول الأنترنت؟

يرتكز ال net neutrality على مبدأ مهم و أساسي، وهو اقتسام تدفق المعلومات عبر شبكات الأنترنت بمختلف أنواعها، على قدم المساوات حيث نعلم أن بعض الشركات الكبرى كفيسبوك غوغل أمازون وغيرها تقوم بنوع من الاحتكار لتدفق الأنترنت بمزوداتها إذ أن سرعة نقل وتحميل البيانات بها جد عالية ولاتقارن مع باقي المواقع وخدمات الويب الأخرى، وبالتالي فهذا المبدأ يقوم على أساس أن حزمة X من بيانات لا ينبغي تفضيلها أو تمييزها عن حزم البيانات الأخرى أثناء نقلها عبر الإنترنت لتعتبر بذلك شبكة محايدة خالية من القيود التي قد تسبب هذا التمايز في المرور أو التدفق.

وعلى الرغم من أنه يقال أن هذا المبدأ يعد أساسيا لبناء أنترنت قوي حر ومحايد بدون قيود إلا أنه  ما يزال العديد من مزودي الخدمات يقومون بتبطيئ بيانات المواقع العادية عكس المواقع التجارية الكبرى والشركات العالمية، وذلك بهدف الضغط عليها للدفع مقابل رفع سرعة نقل وتدفق بياناتها، فعلى سبيل المثال شركة صغرى تمثل موقع اجتماعي صاعد سيتم الضغط على سرعة نقل بيانات هذا الموقع من طرف مزودي الخدمات من أجل الضغط على الشركة للدفع مقابل الرفع من سرعة التحميل وهذا مايفسر سرعة تحميل صفحة فيسبوك تحتوي على كم كبير من البيانات مقابل سرعة تحميل صفحة تحوي مقالة كتابية على أحد المواقع الأخرى.

وقد قامت العديد من المنظمات الدولية و الشركات التي تدافع عن حرية الأنترنت بمطالبة المحاكم الدولية من أجل إقراره وذلك باعتبار الأنترنت حق طبيعي مثل الكهرباء، لكنه لاقى معارضة شرسة من طرف مزودي خدمات الأنترنت حول العالم بذريعة أن ذلك سيحد من قيمة الأرباح و الاستثمارات خاصتهم، ومن الدول الأولى التي أقرت بهذا المبدأ الشيلي سنة 2011 و الإكوادور سنة 2012 وهولندا وكذلك البرازيل قبل بضعة أشهر حيث فرضت هذه الدول قوانين على مزودي الخدمات على عدم خنق تدفق البيانات أو حجب المحتوى أو فرض رسوم إضافية على المستهلكين لاستخدام خدمات معينة.
وعموما من الفوائد التي سيجنيها المستخدم خاصة والشركات الصاعدة عامة هي مجابهة كبريات الشركات العالمية والخدمات القوية بالنت وذلك بخلق جو من الحياد و المساوات في تدفق البيانات بالشبكة حيث ستجد هذه المواقع و الخدمات مكانا لها ضمن الفضاء الخاص الذي يحتكره لووبي الخدمات العالمية الكبرى.

وختاما أتساءل ما إذا كان هذا المبدأ سينتشر في دولنا العربية في حين مازلنا نتصارع مع مزودي الخدمات ببلداننا حول عدم خنق الصبيب المقدر لنا قانونيا والذي ندفع مقابله تكاليف أقل ما يقال عنها مرتفعة.

إرسال تعليق

 
Top