كان إسمه محمد طالب في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية, كان كل زملائه يدركون مدى ولعه الشديد بالحاسوب خصوصا بميدان الهاكينغ, بل وكان كل سكان الحي يعرفون انه من الهاكرز، فقد كان لايجرؤ مدير المقهى المتواجد بالحي ان يطلب منه مستحقات جلوسه لساعات طويلة امام الحاسوب خوفا على اجهزته من غضب محمد .
يبتسم له مدير المقهى كلما إلتقى به تلك الإبتسامة التي تخفي ورائها حقده الشديد فهو لاحول له ولا قوة يريد ان يترزق الله في مشروعه الجديد .
كما ان مسير المقهى لاينكر جميل الهاكر عليه فهو دائما يساعده عندما يحتاجه في بعض الامور البسيطة في الإعلاميات ، كان الشاب يمضي ساعات طوال تارة في الدراسة على المواقع الغربية وتارة في الحديث مع هاكرز اخرين على قنوات خاصة.
كان لايهتم بدراسته بقدر إهتمامه بدراسة امور اخرى تشغل باله ,ولكنه كان متفوق في دراسته و كانت الرياضيات الشبح بالنسبة إليه لكنه كان دائم التفوق فيها, بل
ان استاذ المادة كان دائم الإستغراب من محمد
فهو دائم التغيب عن المادة وغير مهتم بها, وكذلك زملائه والغير معروفين بتفوقهم الدراسي دائمي التحصيل على نقاط جيدة في المادة ،وفي يوم من الايام وكعادته قام الاستاذ بتحضير الإمتحان على حاسوبه في سرية تامة وقرر مع نفسه انه سيكثف الحراسة على محمد واصدقائه لكي يتأكد من عدم غشهم في الإمتحان.
ويوم الإمتحان طلب من محمد (الهاكر) وزملائه التقدم لإجتياز الإمتحان ، راقبهم الاستاذ طوال الوقت وفي كل لحظة يمر من امامهم بغية تفقد إجاباتهم
وعندها كانت الصدمة فمحمد وزملائة يجيبون على الاسئلة بسهولة تامة حتى من دون أخذ وقت للتفكير , والنتيجة ان الأجوبة كلها صحيحة.
لكن مالم يعلمه الاستاذ ان حاسوبه كان تحت سيطرة محمد فكان يتحكم في حاسوبه كما يشاء ولم يكن من الصعب على محمد ان يسلب ورقة الإمتحان من استاذه قبل موعد الإمتحان فيبحث عن الإجابات ويحفظها ويمررها إلى اصدقائه المقربين ....
وتخرج محمد وزملائه من المرحلة الثانوية وانضم للجامعة والتقى بالعديد من الزملاء ,كانت هناك فتاة مقربة له فكانا يمضيان الوقت في الحديث عن ذكريات الدراسة وفي يوم من الأيام قص عليها قصته مع استاذ الرياضيات, فسألته زميلته بشغف عن إسم استاذه , فما أن نطق بإسمه حتى أصابتها الدهشة وارتسمت على محياها علامات الإستغراب وهمست انه خالي !
إرسال تعليق