كشفت دراسة حديثة أجرتها "يونيڤيرسال ماكان"، الشركة العالمية المتخصصة في مجال تقديم الاستشارات الإعلامية والتسويقية، أننا نعتمد أكثر فأكثر على التواصل عبر الشبكات الاجتماعية الرقمية بالمقارنة مع أشكال التواصل الشخصي الأخرى ومنها وجهاً لوجه أو عبر البريد الإلكتروني أوالهاتف. وأشارت الدراسة الى أننا نبقى على اتصال بحوالي 38 شخصاً عبر شبكات الإعلام الاجتماعي بشكم منتظم.

لفتت نتائج الدراسة الى تطور دور هذه الشبكات من مصدر للمعلومات والتسوق لتصبح مرآة لحياة المستخدمين الذين يقومون بتحديث صفحاتهم باستمرار لنقل أحوالهم وتغطية مجريات حياتهم اليومية من خلال تحميل الصور وأفلام الفيديو وكتابة الآراء والتعليقات بشكل منتظم. وبالإضافة إلى مشاهدة وتشاطر كليبات الفيديو عبر الشبكة الالكترونية واستخدام التراسل الفوري وزيارة صفحات أصدقائهم على شبكات الإعلام الاجتماعي وقراءة المدوَّنات، فإن عدداً متزايداً من المستخدمين الناشطين للانترنت في المنطقة، بلغ متوسطه 60% قد فتح صفحة شخصية على أحد مواقع الشبكات الاجتماعية خلال الشهور الستة الماضية.

وأظهرت الدراسة أن أكثر من نصف المستخدمين الناشطين على الإنترنت في المنطقة (يستخدمون الشبكة بمعدل كل يوم أو يومين)، يمتلكون أجهزة كمبيوتر محمولة تتصل بالإنترنت عبر حزمة النطاق العريض. ويقوم حوالي 90% من أولئك بالتواصل الشبكي من منازلهم بالمقارنة مع %20 يستعملون خدمات الانترنت عبر أجهزة الموبايل المحمولة.

كما كشفت عن دور مؤثر يلعبه بعض المستخدمين الناشطين والفاعلين للإنترنت والذين هم على اتصال مستمر مع عدد كبير من "الاصدقاء" على الشبكة وذلك بمعدل 345 صديقاً ومتابعاً مع العلم بأن متوسط عدد الاصدقاء للمستخدم الناشط هو 65 صديقاً ومتابعاً. ويظهر تأثير هؤلاء في كونهم قادرون على تقديم التوصيات التي من الممكن ان تؤدي الى تغيير آراء المستخدمين الآخرين حول أي من مواضيع الساعة أو الشركات أو الخدمات وغيرها.

وفي سياق تعليقه على النتائج التي استعرضتها الدراسة، قال بول قطريب، المدير العام الإقليمي لشركة يونيڤرسال ماكان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يواصل الإعلام الاجتماعي تغيير طريقة تواصلنا مع الآخرين ويؤثر بشكل أساسي على أفكارنا ومشاعرنا ومواقفنا وسلوكنا. وكخبراء اتصالات التسويق من المهم جدا ان نقوم بدراسة وفهم كيفية استخدام المستهلكين لشبكات الاعلام الاجتماعي وتأثيرها عليهم، بغية مساعدة الشركات لتعزيز حصة منتجاتها في الأسواق وزيادة المبيعات وتنمية الولاء لعلاماتها التجارية وتعزيز سمعتها".

وقد أوضحت الدراسة أهمية شبكات الإعلام الاجتماعي في خلق مجموعات اجتماعية رقمية مؤلفة من أصدقاء يتشاطرون نفس الاهتمامات أو الاحتياجات. حيث بينت نتائج الدراسة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا أن حوالي 57% قاموا بزيارة المواقع الشبكية الرسمية لتلك الشركات و26% انضموا إلى إحدى الصفحات الخاصة بالتواصل مع مستخدمين آخرين مهتمون بماركات تجارية معينة. ومن هؤلاء أعرب 73% عن شعورهم بمزيد من الولاء لتلك الماركات بينما قال 72% إنهم من الممكن ان يقوموا بشراء منتجات الشركة المعنية، و63% قالوا إنهم أوصوا معارفهم بالانضمام إلى تلك المجموعات.

وأضاف قطريب، "لا بد للشركات صاحبة العلامات التجارية المرموقة من تفهم أسباب مشاركة مجموعات مختلفة من المستهلكين في هذا العالم الجديد والمواقع التي تختارها للقيام بذلك. ولا تنحصر المسألة في التعرُّف إلى أفضل المواقع التي يتوجب استهدافها، وهو الأسلوب الكلاسيكي لتخطيط/شراء المساحات الإعلانية في الوسائط الإعلامية، ولكنها تمتد لتشمل معرفة الأسباب التي تدفع الناس للانضمام إلى تلك المجموعات. وحين تفهم ذلك، تستطيع الماركات تنظيم حملات وتوجيه رسائل وإنشاء مجموعات يرغب المستهلكون بالانضمام إليها، بحيث تغطي رسالتها الاعلامية عدداً أكبر من المستهلكين والمناطق بشكل أكثر فعالية من مجرد شراء المساحات الإعلانية في تلك المواقع".

وتعتبر تقارير "ويڤ" سلسلة من البحوث العالمية التي يتم تنظيمها سنوياً بهدف تفهم الطبيعة المعقدة والديناميكية لسلوكيات وسائل الإعلام الاجتماعي. وتقوم تلك البحوث بتحليل الاستخدام المتنامي والمتنوع لمنصات هذا الاعلام وتوجهاته عبر العالم. ويغطي التقرير السنوي الخامس 37.600 مستخدماً نشطاً للإنترنت تتراوح أعمارهم بين 16 و54 عاماً من 54 دولة، بما فيها 10 من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هي الجزائر ومملكة البحرين ومصر والمملكة العربية السعودية والكويت ولبنان وسلطنة عُمان وقطر وتونس ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وكانت الإصدارات السابقة من هذه الدراسة قد أظهرت أن الاعلام الاجتماعي في بداياته أتاح لمجتمع كبير وناشط من مستخدمي الإنترنت، فرصة إنتاج وتشاطر المحتويات مع الآخرين. وأدى تطور هذا الأسلوب من التواصل إلى تحوله من مجرد أداة إعلامية نصية للتواصل إلى أداة إعلامية سمعية وبصرية شاملة. فيما بعد، قامت تلك الأداة بتوفير المزيد من الإمكانيات والفرص للمستهلكين للتأثير في الآخرين وقراراتهم. واتضح من خلال تفهم دوافع استخدام مختلف منصات الاعلام الاجتماعي، أن الماركات لم تعد قادرة على التعامل مع مختلف وسائط الاعلام الاجتماعي بنفس الاسلوب، إذ أن المستهلكين أخذوا يتواصلون مع منصات الاعلام الاجتماعي المختلفة التي تلبي احتياجاتهم المحددة حيث أن كلاَ من تلك المنصات تلبي تلك الاحتياجات بطرق مختلفة.

وناقشت مجموعة من خبراء الاعلام الإجتماعي في المنطقة النتائج التي استعرضها تقرير العام الحالي. وضم أولئك الخبراء كلاً من راجو فِناتارامان، كبير مسؤولي قسم الاستراتيجيات والاستثمارات في شركة "دو"، والدكتور باهر الحكيم، كبير مسؤولي شركة "كلاود
 المصدر

إرسال تعليق

 
Top